نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 85
الطهاره الشامله
من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما
يمكن تسميته [الطهارة الشاملة]، وأقصد بها ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿إِذْ
يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ
عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 11]
فالآية الكريمة تشير إلى أن الطهارة من مواهب الله تعالى للمؤمنين،
وتربطها بالنزول، لتشير بذلك إلى أنه لا يمكن أن تتحقق بصورتها الكاملة الصحيحة
إلا بما ينزله الله تعالى بناء على عنايته بعباده.
وما ينزله الله تعالى لتطهير عباده نوعان: نوع حسي هو ذلك الماء الطهور
الذي يستعمله الخلق جميعا في تطهير القسم الحسي من حقيقتهم.. كما قال تعالى: ﴿
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً
مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا ﴾
[الفرقان: 48، 49]
ونوع معنوي، وهو ذلك الهدي الذي جعله الله تعالى وسيلة لتطهير القسم
المعنوي من الإنسان، وهو روحه ونفسه وقلبه وعقله، وما يصدر عن هذه اللطائف من
أفكار ومشاعر ومواقف وأعمال.
وهذا النوع خاص بالصادقين من المؤمنين الذين لم يكتفوا برعاية طهارة
أجسادهم، وحرصهم على نظافتها الدائمة، عملا بتلك الوصايا الإلهية الكثيرة التي
تأمرهم بذلك، بل تقرن الشعائر التعبدية بها، وإنما أضافوا إليها تطهير كل لطائفهم
من كل النجاسات والأقذار التي ترتبط بها.
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 85