responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 8

 

الوجدان الاعظم

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تبشرني بأن الرسائل التي كتبتها إليك حول [معارف النفس الراضية] قد أثرت فيك وفيمن حولك من المريدين، وأنها خلصتكم جميعا من ذلك الدخَن الذي أصاب علوم العرفان؛ فتحولت من علوم تحض على السير إلى الله، والسلوك إليه، وتزكية النفس لتصلح للقرب منه، إلى علوم تبحث في حقائق الدنيا والآخرة، والملك والملكوت، من غير دليل ولا برهان، سوى ذلك الكشف الذي قد يختلط فيه الحق بالباطل، والمقدس بالمدنس، والشرع بالهوى.

وقد طلبت مني في آخر رسالتك، أنت ومن معك من المريدين، بأن أرسل لكم مجموعة من الرسائل تحفز على السير والسلوك، وتدعو إلى التزكية والترقية، وطلبتم مني أن تكون رسائل قصيرة لتستعملها أنت ورفاقك في الدعوة إلى الله، وتحبيب الخلق فيه، وفي السلوك إليه.

وطلبت مني ـ راغبا ـ أن أضع لكم ذلك في أربعين رسالة، لتضاهي أخواتها مما أرسلته لكم مما يتعلق بالنفس الأمارة واللوامة والمطمئنة والراضية..

وأنا أشكرك وأشكر رفاقك الذين ذكرت لي، وأشد على أيديكم فيما تنوون عمله من الترغيب في السلوك والتزكية؛ فذلك من خير الأعمال وأفضلها، وسترون تأثيرها فيكم، وفي نفوسكم، وترقيتها، ذلك أنكم لا تخاطبون بتلك الكلمات التي تدعون بها إلى الله الجمهور الذي يستمع لكم، وإنما تخاطبون معه نفوسكم؛ فتتأدب بما تدعو إليه.

وبما أن الله تعالى ينصر من ينصره، ويولي من يواليه؛ فسترون كيف يُفاض عليكم من فضله العظيم، وكيف تنشرح صدوركم، وتتنور قلوبكم، وكيف تنصب لكم معارج

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست