نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 72
الصحبه
الصالحه
من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما
يمكن تسميته [الصحبة الصالحة]، وأقصد بها ما وردت الإشارة إليه في قوله a: (إنما مثل الجليس الصالح
وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع
منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه
ريحا منتنة)([57])
فهذا الحديث يشير إلى أن الظفر بالصاحب الصالح من النعم العظيمة، وخاصة
إذا ما قورن بأصحاب السوء؛ فهو قد يؤثر فيه وفي سلوكه، ويكون عونا له إذا ما احتاج
إليه، ومستشارا صادقا وأمينا إذا طلب مشورته.. وبذلك يكون عونا له في دينه ودنياه.
وفوق ذلك يكسبه السمعة الطيبة، بخلاف تلك السمعة التي يكسبها أصحاب
السوء، كما ورد في الحديث عن رسول الله a: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)([58])
وفوق ذلك كله، ينال أجر صحبته لذلك الصاحب الصالح، والتي عبر عنها رسول
الله a،
فقال:(إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء
يوم القيامة بمكانهم من الله)، قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم؟ قال: (هم قوم
تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم
لنور، وإنهم على نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس)، وقرأ
هذه الآية:﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ الله