نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52
ولهذا يرد في النصوص المقدسة وصف كيفية قبض أرواح المؤمنين بطريقة هينة
لينة سهلة، لأن النفس لا تنازع أولئك الملائكة الذين يريدون تحويلها إلى العالم
الجديد الذي هيئ لها؟ وكيف ينازعونهم، وهم في اللحظة التي تُقبض أرواحهم فيها
يشاهدون عوالم الجمال، ويشمون ريحها، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ
الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 32]
وفي مقابل ذلك يصف الله تعالى النفوس المنازعة لربها، المعارضة له، وكيف
تحاول أن تمنع الملائكة من أداء أدوارها، وكيف لا تفعل ذلك، وهي تتلقى منهم كل
أصناف الإهانة، قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا
الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ
الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [الأنفال: 50، 51]
وبذلك؛ فإن كل الإهانات التي تعرض لها الصادقون مع الله، وكل التعب والكد
الذي أصابهم سيزول مع تلك الكلمات الطيبة التي يسمعونها من الملائكة، وهي تردد على
مسامعهم: ﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ
رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾
[الفجر: 27 - 30]
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52