responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48

 

الموت السعید

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الموت السعيد]، وهي تسمية مستغربة من أولئك الذين يقصرون الحياة على الدنيا، ويحسبون أنها الحياة الوحيدة، مع أنها في حقيقتها أضعف حلقات الحياة، وأوهنها وأشدها ضعفا.

ولهذا يرد في النصوص المقدسة تسمية هذه الحياة بـ [الدنيا] أي الهينة البسيطة المملوءة بالضعف والقصور، وأن هناك حياة أخرى أكمل وأجمل، وهي التي تكون بعد الموت.

ولذلك؛ فإن الموت ليس نهاية رحلة الحياة، وإنما هو الفاصل بين حياتين: دنيا وعليا.. أو حياة مكدرة مملوءة بالشقاء، وحياة أخرى مملوءة بالسعادة.. لمن وفر لنفسه القابلية لذلك النوع من الحياة.

ولهذا يرسم الله تعالى صورة مغايرة لأولئك الذين بُقرت بطونهم، أو جُزت رقابهم في سبيل الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 169 - 171]

فهؤلاء فرحون في كل أحوالهم، متفائلون أمام ذلك الذي يراه الغافلون غولا يريد أن يجتث سعادتهم، فهو يتربص بهم كل حين، لينغص لهم كل لذة، ويكدر لهم كل صفو.

ولهذا يُقبل الصالحون على الموت إقبال السعداء، وقد روي أنه لما مرض حذيفة

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست