responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42

 

الانات المبتسمه

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [ الأنات المبتسمة]، وهو معنى استعرناه مما حصل لامرأة صالحة عثرت، وانقطع ظفرها، لكنها بدل أن تبكي وتتألم ابتسمت، وبدا البشر والسرور على وجهها، فقيل لها: أما تجدين الوجع؟ فقالت: (إن لذة ثوابه أزالت عن قلبي مرارة وجعه)

فهذه المرأة الصالحة لم تنكر الألم الذي حل بها، والذي دعا إليه ما حصل لظفرها، ولا أحد يشكك في آلامه الشديدة، لكن إيمانها القوي بالله، وبالأجر العظيم الذي أعده للصابرين، جعلها تغيب عن ألمها، مثلما غاب النسوة عندما رأين يوسف عليه السلام، فرحن يقطعن أيديهن من غير أن يشعرن بذلك.

ذلك أن الجزاء الإلهي يرتبط بأمرين: أولهما في القيام بالتكاليف التي كلف بها المؤمن، وبقدر صدقه في أدائها، بقدر ما تكون عظمة الجزاء.. وهي تكاليف اختيارية في إمكان أي شخص أن يرغب عنها، أو يتثاقل عن أدائها.. أو يؤديها بصورتها الدنيا البسيطة.

وثانيهما تلك الاختبارات الجبرية التي لا يملك الإنسان أن يرفضها، لأنها تنزل عليه من غير أن يكون قاصدا لها، ولا متسببا فيها.. ونجاحه في هذا النوع من الاختبار يكمن في كيفية تعامله معها.. فإن ضجر وانزعج وصرخ وولول واعترض على ربه وأساء الأدب معه، كان فاشلا في اختباره.. وإن صبر ورضي وسلم وفوض لربه، وعلم أن له حكمة في ذلك، فإنه يكون ناجحا في اختباره.

وللنجاح درجات مختلفة، أدناها ذلك الصبر الممتلئ بالمرارة، والذي يواجه صاحبه فيه البلاء الذي لا يمكن دفعه من غير أن يرتكب ما يسيء إلى أدبه مع ربه أو مع مقاديره.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست