responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36

 

الحیاه الطبیه

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما سماه الله تعالى [الحياة الطيبة]، حيث قال: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]

وهي ترد على كل أولئك الذين توهموا أن الدين يخالف الدنيا، وأن من عاش لدينه ينبغي أن يرمي دنياه، وألا ينعم بالحياة التي ينعم بها غيره.

وهذا فهم خاطئ؛ فالله تعالى رب الدنيا والآخرة، وما كان ليحرم من دنياه من آمن به وأطاعه، وكيف يحرمه منها، وهي دار فضله وكرمه، كما أن الآخرة دار عطائه الذي لا حدود له.

بل إن الله تعالى بكرمه خص المؤمنين بالحياة الطيبة، أما غيرهم؛ فبسبب جحودهم وإعراضهم تركهم للحياة بطيبها وخبثها، لتنال منهم بقدر ما ينالون منها، ويُعذبون فيها بقدر سكونهم إليها، وبعدهم عن الحق بسببها، كما قال تعالى في وصف المتاع الذي حجب الكافرين عن دين الله، ومتابعة رسول الله a: ﴿فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ [التوبة: 55]

وأول ثمار تلك الحياة الطيبة طمأنينة النفس وراحتها وسكينتها وانشراحها، وهي المعاني التي لا يمكن أن يصل إليها أحد من دون الإيمان، كما قال تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125]

وقال في موضع آخر: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست