نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33
ومنهم أولئك المتذبذبون الذين يحاولون الجمع بين طاعة الله وطاعة
الشيطان، قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ
فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ
عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ
الْمُبِينُ﴾ [الحج: 11]
وكل هؤلاء يضلون سعيهم في سوق الحياة الدنيا، لأنهم لم يفرقوا بين التجار
الناصحين، وغيرهم من الغشاشين المخادعين، ولذلك سقطوا ضحايا لمن تلاعب بهم، قال
تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ
أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ
رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا
وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا﴾ [الكهف: 103 - 106]
وذكر الله تعالى السبب في ذلك كله، وهو الرغبة عن ولاية الله إلى ولاية
الشيطان، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ
الله فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 119]، والذي أخبر الله
تعالى أنه تاجر غشاش مفتر ﴿ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ
الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا
يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا﴾ [النساء: 120، 121]
وذكر ندمهم عن الغبن العظيم الذي حصل لهم، والذي لا يمكن تداركه، فقال: ﴿قَدْ
خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ الله حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ
بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ
أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴾ [الأنعام:
31]
وغيرها من الآيات الكريمة التي يتلطف الله تعالى بعباده فيها، ليخاطبهم
بما يعقلون، وما يتعاملون به فيما بينهم.. ولو أنهم عرفوا الحقيقة لأدركوا أن الله
تعالى أعظم من أن يقارن به غيره، وأنه أكرم من أن يتعامل معه عباده معاملة التجار
لبعضهم بعضا.
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33