أما السلع التي ينالونها؛ فقد ورد وصفها والترغيب فيها في نصوص كثيرة،
وهي تشمل الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ
أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[النحل: 97]
لكن أعظم تلك الأجور هي الأجور المدخرة في الآخرة، ذلك أن الدنيا أقل
وأضعف شأنا من أن تستطيع استيعاب فضل الله تعالى على عباده، قال تعالى: ﴿كُلُّ
نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: 185]
ولهذا كان رسول الله a يرغب أمته في هذه السلعة الغالية، ويدعوهم إلى المسارعة إليه قال a: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ
المنزل، ألا إنّ سلعة اللّه غالية، ألا إنّ سلعة اللّه الجنّة) ([11])
ويصف بعض النعيم الذي يجده أهله بعد كدهم ومجاهداتهم في الدنيا، فيقول: (يؤتى
بأنعم أهل الدنيا، من أهل النار، يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال له:
يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيمٌ قط ؟ فيقول: لا، والله، يا رب،
ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا، من أهل الجنة، فيصبغ في الجنة صبغة، فيقال له:
يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدةٌ قط ؟ فيقول: لا، والله، يا رب، ما مر
بي بؤسٌ قط، ولا رأيت شدة قط) ([12])