responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 218

الآخرة، لأنه رب الدنيا والآخرة جميعا.

فالمؤمن بفضل التزامه بشريعة ربه، وحرصه عليها ظاهرا وباطنا، ينجو من كل تلك الآفات التي يغرق فيها غيره.. فهو لا يصاب بآلام الحاسدين والحاقدين والمستكبرين، ولا يثيره ذلك الغضب الشديد الذي يصيب من لا سلطة له على نفسه، ولا على غرائزه.. ولا يصيبه ذلك العشق المدنس الذي يقضي على كل عزة وكرامة في الإنسان.. ولا يصيبه الإحباط بسبب أي موقف يحصل له.. وهكذا يحمي الله تعالى المؤمن بإيمانه وتقواه وصفاء ظاهره وباطنه من كل تلك الموبقات التي لا تقضي على دينه فقط، وإنما تقضي على دنياه أيضا.

وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى عند مقارنة آلام المؤمنين بآلام غيرهم: ﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ الله مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 104]

فالآية الكريمة تشير إلى أن اشتراك المؤمنين مع غيرهم في بعض الآلام لا يعني المشاركة الكلية، لأن للمؤمنين من المسكنات والمفرحات والمسعدات ما لا يملكه غيرهم، ولذلك تتنزل عليهم تلك الآلام مصحوبة بالبرد والسلام، والطمأنينة والراحة، لشعورهم أنهم سيقبضون أجور صبرهم عليها.

وليس الأمر قاصرا على ذلك فقط، بل إن التزام المؤمن بشريعة ربه في جانبها الظاهر، له تأثيره في نجاته من الكثير من الأمراض والعلل والآفات التي تصيب غيره ممن لا يفرق بين الحلال والحرام.

فالمؤمن لا تصيبه الأمراض الناتجة عن الفحشاء والمنكر، ولا تلك الأدواء الخطيرة التي تسببها المطاعم والمشارب المحرمة كالخمر والمخدرات ولحم الخنزير والميتة وغيرها،

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست