responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 200

ومثل ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ مثل من أقعدته الأدواء والأمراض وفتكت به، لكنه بدل أن يجد الطبيب النطاسي الذي يشخص داءه، ويصف دواءه، راح يقع كل مرة في محتالين دجالين وصفوا له من الأدوية ما زاد في دائه، وأضاف له أدواء جديدة.

فإذا ما نصحه الناصحون بالطبيب الخبير راح يرفض نصائحهم، ويتكبر على اقتراحاتهم من غير أن يفكر في تجربتها.. لكون ذلك الطبيب ليس من أهل بلده، أو لم يدرس في الجامعات التي تعظم في عينه.

وهذا ما وقع للأحبار والرهبان الذين استكبروا على رسول الله a، على الرغم من كل الأدلة التي تدل عليه، لأنهم كانوا يريدون أن يكون هاديهم إسرائيليا، لا عربيا، وكتابيا، لا أميا.. ولو أنهم كانوا من المتقين الحريصين على مصالحهم، لعلموا أن الكل بين يدي الله سواء، وأنه يختار من شاء لمن شاء، وأنه ﴿أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]

ولا تحسبن ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ خاصا بأولئك الذين انحرفوا عن النبوة، وقد رأوا آياتها.. بل إن الاختبار مستمر، ولكل الأجيال، كما قال تعالى: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ الله وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 16]

وقد كان من اختبار الله لهذه الأمة بعد وفاة نبيها أن اختبرها بأئمة الهدى من بعده، لتستن بسنتهم وتسير بسيرتهم وتعمل بوصاياهم لتحذر من كل تلك الفتن التي سببتها الأهواء.

لكن البغي والحسد الذي تسرب للأمم الأخرى، راح يحرم أكثر الأمة من أولئك الأئمة بسبب بسيط، وهو أنه يكفي بني هاشم أن تكون فيهم النبوة؛ أما الإمامة ووراثتها فتوزع على غيرهم كما توزع الغنائم.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست