responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 198

الفرقان الأعظم

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الفرقان الأعظم]، وأقصد بها ما أشار إليه قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال: 29]

فالآية الكريمة تشير إلى أن من مواهب الله تعالى للمتقين أن يرزقهم الفرقان، وهو تلك المعايير التي يفرقون بها بين الحق والباطل، والخير والشر.. والتي لا يمكنهم أن يسلكوا السراط المستقيم من دونها.

ذلك أن الله تعالى ـ بحكمته ورحمته وربوبيته ـ اقتضى أن يوفر لعباده اختبارات مختلفة، تختبر حقائقهم، وتبلو أسرارهم، وتكشف عن طبيعتهم، وفي نفس الوقت هيأ لهم من المؤيدات ما يمكنها أن تصحح ما يقعون فيه من أخطاء، وتزيل ما يعلق بطبيعتهم من مثالب.. ليتمكنوا من خلال حركة جوهرية لا عرضية، أن يعرجوا بأنفسهم إلى عوالم الكمال المهيأة لها.

ولكنه شرط لتحقيق تلك المراتب السنية، التحقق بالتقوى، ذلك أنها السبيل الوحيد الذي يحفظ الإنسان من التردي في الهاوية، أو ينزل بنفسه إلى عالم البهائم وما دونها.

ولهذا يرتبط السراط المستقيم في القرآن الكريم بالتقوى، كما قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153]

وفي الحديث أن رسول الله a خطّ خطّا ثمّ قال: (هذا سبيل الله)، ثمّ خطّ خطوطا

 

 

 

 

 

 

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست