responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 175

مِنْ أَمْرِ الله&﴾ [الرعد: 11]، سواء كان ذلك الإنسان مسلما أو غير مسلم، حتى يستطيع أن يؤدي التكاليف التي طولب بها.. لكنه إن فرط في أسباب الحفظ، ولم يهتم بصحته، ولم يتعامل مع فطرته وفق ما تتطلبه تعتريه العلل، وتحول بينه وبين أداء ما كلف به، ويكون سلوكه هو سبب ما حصل له.

وبناء على هذا كانت النفس المؤمنة الصالحة الممتلئة بالطيبة والطمأنينة هي أوفر النفوس حظا من حفظ الله تعالى، ذلك أنها حفظت كل الأمانات التي وكلت لها، وأدت كل التكاليف التي طلبت منها، ولذلك استحقت كل أنواع الحفظ.

وأولها حفظ الإيمان، كما قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم: 27]؛ فالآية الكريمة تشير إلى أن الاستمرار في الهداية، وعدم الوقوع في الزيغ والضلالة هو فضل إلهي للمهتدين، ولهذا يطلبون من ربهم المزيد من الثبات، وأن يحفظ لهم دينهم وتقواهم، كما قال تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8]

ولهذا أخبر رسول الله a عن ثبات المؤمن عندما يُسأل في البرزخ عن إيمانه ودينه، لأن الله تعالى علم صدقه وإخلاصه؛ فحظ له ذلك الإيمان في تلك المواقف الصعبة التي يمر بها، في الوقت الذي يُزلزل فيه المنافقون لأنهم لم يستودعوا الله دينهم، وإنما تعاملوا معه بظواهرهم وأجسادهم فقط، ولذلك يفنى بفنائها، ويزول بموتها.

وهكذا يحفظ الله تعالى المؤمنين من الفتن وأنواع الاختبارات، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 102]

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست