نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 166
سببتها لك ذنوبك وخطاياك، وتعلم أن
ربك مسامح كريم، وأنك ما دمت قد قصدته؛ فلن يردك خائبا، بل سيمحو كل ذنوبك، حتى
التي لم تنتبه لها.. وقد يبدلها لك حسنات لتسعد بها في دنياك وأخراك.. ويوم
القيامة لن تراها.. ولن يشهد الشهود عليها.. لأن مغفرة الله تقتضي المسح التام لها،
وكأنك لم تفعلها.
وهذا ما يجعلك ممتلئا حياء من الله؛
فلا تكتفي بتلك التوبة البائسة الحقيرة، بل تتوب توبة نصوحا صادقة تتناسب مع من
تريد أن تتوب إليه.
ويمكنك أن تعيش في جنة اسم الله القريب المجيب لتشعر بأنه لا مسافة بينك
وبين ربك، وأنه أقرب إليك من حبل الوريد، وأنه معك في أي مكان أو زمان.. وأن وجوده
معك ليس مجرد حضور، بل هو وجود إيجابي، فيمكنه أن يخلصك من كل مأزق، ويرد عنك كل
كيد، ويجلب لك كل خير.. وليس عليك سوى أن تمد يد قلبك للطلب منه؛ فهو لا يرد من
قصده، ولا يخيب من دعاه.
ويمكنك أن تعيش في جنة اسم الله السميع البصير لتعلم أنك على مرأى منه،
وهو يسمعك ويراك، ويعلم بكل حالة تكون عليها، وذلك ما يشعرك بالأنس، كما يملؤك
بالحياء، كما يدفعك إلى القيام بكل ما يرقى بك وبأخلاقك..
وهكذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ
أن تعيش مع جميع أسماء الله الحسنى.. فلكل اسم من عوالم الجمال والكمال ما يملؤك
بالسعادة.
وليس ذلك فقط.. بل إن كل اسم من
أسماء الله معراج من معارج التزكية والتربية والترقية.. فمعرفتك باسم الله الرحيم
تجعلك ممتلئا بالرحمة والحنان واللطف، ويذهب عنك كل قسوة وغلظة وجفاء.
ومعرفتك باسم الله الحكيم تجعلك من
الحكماء، وطلاب الحكمة، والمستغرقين في
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 166