responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 127

وقد روي أن بعض الصالحين بلغه ذلك، فقال: (وما علينا من جهله؟ إذا كان لا يدري إلى أين ترحاله؟ فنحن ندري إلى أين ترحالنا وترحاله، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾ [الانفطار: 13، 14]

ولعلك تعرف ـ أيها المريد الصادق ـ تلك القصيدة التي يسمونها [الطلاسم]، والتي تعبر عن الحيرة الشديدة التي يقع فيها أولئك الذين لم ينعموا بتلك الإجابات الشافية الواردة في كلمات الله المقدسة، فمما جاء فيها:

جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيتُ

ولقد أبصرت قُدّامي طريقا فمشيتُ

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيتُ

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

لست أدري!

وقد رد عليه بعض الشعراء المؤمنين([95])، يجيبه عن تساؤلاته الحائرة، ويقول:

جئت من فيض إله وبنعماه أتيت

حيث أبصرت طريقي مظلما، ثم اهتديت

سائرا ـ ان شاء ـ لا إن شئت هذا أو أبيت

كيف غاض النور في عقل ذكي؟

لست أدري!

وعندما قال في مقطع آخر من القصيدة متسائلا وحائرا:

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجودْ

هل أنا حرٌ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ

هل أنا قائدُ نفسي في حياتي أم مقود

أتمنّى أنني ادري ولكن

لست أدري!

رد عليه الشاعر المؤمن بقوله:

ليس سراً ذا خفاءٍ أمرُ ذيّاك الوجودْ

كل ما في الكون إبداعٌ إلى الله يقودْ

كائنات البر والبحر على الخلق شهود

ليت شعري كيف ضلّ القوم رشدا!

ليت شعري!

وعندما قال في مقطع آخر متسائلا وحائرا:

 


[95] بعض هذه الردود من الشاعر مهدي الحكيم من شعراء جبل عامل في جنوب لبنان. ومنها ما هو من تأليف ربيع سعيد عبد الحليم، وهو طبيب وشاعر مصري.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست