responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114

 

الصبغه الحسنه

 

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الصبغة الحسنة]، وهي التي وردت الإشارة إليها بقوله تعالى: ﴿صِبْغَةَ الله وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾ [البقرة: 138]

وهي تشير إلى تلك الألوان التي يتلون بها المؤمن بالله، ليثبت من خلالها عبوديته المطلقة لله، في مقابل الألوان الأخرى التي اختارها البشر لأنفسهم، أو اختارتها لهم الشياطين.

والفرق بين ألوان الله التي يختارها لعباده، والألوان التي يختارها البشر لأنفسهم تكمن في امتداد صلاحية تلك الألوان وثباتها.. ذلك أن كل الألوان التي يختارها البشر لأنفسهم سرعان ما تُغير عليها الأيام والليالي لتكشف حقيقتها، وصورتها البشعة، بخلاف الألوان الإلهية الثابتة، والتي لا تزيدها الأيام إلا لمعانا وبريقا وجمالا.

ولهذا يخاطب الله تعالى البشر يوم القيامة، أولئك الذين رغبوا أن يتلونوا بألوان الإيمان والتقوى والعبودية، والتي اختارها الله لهم، وراحوا يتلونون بألوان الحسب والنسب قائلا لهم: (ألا إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا، فجعلت أكرمكم أتقاكم، فأبيتم إلا أن تقولوا فلان ابن فلان خير من فلان بن فلان؛ فاليوم أرفع نسبي، وأضع نسبكم أين المتقون) ([91])

وهكذا كل تلك النسب الكثيرة التي يفخر بها البشر، ويتوهمون أنهم بسببها على شيء، سرعان ما يكتشفون أنها مجرد أهواء غرهم بها الشيطان، أو غرتهم بها أنفسهم، لأنه


[91] رواه الطبراني في الأوسط والصغير والبيهقي.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست