نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 7
الحریه و الخلاص
كتبت
إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تشكرني على تلك الرسائل التي أجبتك فيها عن أسئلتك حول
مناهج التزكية ومدارسها، وأخبرتني أنك باستعمالك لها، أصبحت أكثر طمأنينة لحقائق
الإيمان، وأكثر شوقا للقيم العظيمة التي يدعو إليها.
ولذلك
طلبت مني أن أزودك بالمعارف التي تفيدك في الترقي إلى عالم النفس المطمئنة، ذلك
العالم الذي أشاد به القرآن الكريم، واعتبر أصحابه من الراضين المرضيين، الذين كتب
لهم الفلاح والفوز في الدارين.
وقد
طلبت مني أن أجيبك عن أسئلة كثيرة حول هذه المرتبة من مراتب النفس، حتى تسعى
للتحقق بها، باستعمال المناهج التي كنت قد حدثتك عنها.
وكان
أول سؤال لك حولها مرتبط ببيان الفروق بينها وبين النفس الأمارة واللوامة.. مما
ييسر عليك بعد ذلك التعرف على خصائصها، ومراتبها، ومنازلها.
وجوابا
على سؤالك الوجيه أذكر لك أن قداسة القرآن الكريم تقتضي قداسة الألفاظ والتراكيب
التي يستعملها؛ فهي ليست ألفاظا ولا تراكيب اعتباطية، بل هي منتقاة بدقة، بحيث
يمكن للمتبحر فيها، والمتدبر لها أن يكتشف الكثير من الحقائق.
ولذلك
فإن الفروق بين النفوس تتجلى من خلال المفردات الدالة عليها..
فالنفس
الأمارة بالسوء، نفس تنزل الدركات الدنيا من عالم النفس، ولذلك لا ترى إلا السوء
والمنكر والأهواء والشياطين.. ولذلك لا تأمر إلا بما تراه وتعيشه، وتعتبر كل شيء
خلاف ذلك غريبا عليها.
وهي
أشبه ما تكون بالخنافس والحشرات التي تعيش على القاذورات، وتستحلي
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 7