نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 63
لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ
وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ&﴾ (الحج:46)
ولهذا؛ فإن الوصف المناسب
لهؤلاء هو كونهم دوابا، لأن الفرق بينهم وبينها في العقل، وما داموا لم يستخدموها؛
فقد عادوا إلى طورهم البهيمي، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ
عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ﴾ (لأنفال:22)
وفي المقابل يثني الله
تعالى على من استعملوا عقولهم في رحلة التعرف على ربهم.. فيسميهم ذوي الألباب؛
فيقول:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (آل عمران:190)، ويقول:﴿
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ
فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ
فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى
لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر:21)
وهكذا الذين يسلمون
للبراهين والحجج الدالة على صدق رسول الله a،
قال تعالى:﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾
(الرعد:19)
وهكذا الذين تتحرك جوارحهم
لكل الأعمال الصالحة والقيم النبيلة بناء على تأثير عقولهم فيهم، قال تعالى: ﴿
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ
وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾
(الزمر:9)
ولذلك؛ فإن الفرق بين
النفس المطمئنة والنفس الأمارة يكمن في نوع العقل المتحكم فيها؛ فأما الأمارة،
فتتحكم فيها تلك القوى الوهمية التي تزين لها الغرائز التي تتسلط عليها،
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 63