responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 400

الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)([948])

وفي هذا إشارة إلى أن العدل هو المرقاة التي يرقى بها العبد إلى تلك المنابر النورانية، التي تؤهله للترقي في معارج الكمال.. وقد عمم رسول الله a العدل وأطلقه.. فالعدل لا يكمل إلا بذلك، ولا يصح إلا بذلك.

وفي حديث آخر قال رسول الله a:(أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال)([949])

فقد جعل رسول الله a الحاكم العادل أول من ذكرهم من أهل الجنة، وقرنه بالرجل الرحيم، والرجل العفيف، وكأنه يقول لنا: إن العدالة تنبني على هذين الأساسين: الرحمة والعفاف.. فلا يقف في وجه العدالة، ولا ينحرف بها إلا القسوة والطمع.

وفي حديث آخر قال a:(ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء)، ويقول الرب:(وعزتي وجلالي لأنصرنك، ولو بعد حين)([950])

فقد ضمن رسول الله a للإمام العادل استجابة الدعاء، وهو لا يستجاب إلا من قريب، وقرنه a بالصائم.. فالعدل لا يتحقق إلا لمن انتصر على نفسه، وعرف كيف يهذبها.. وربطه a الإمام العادل بدعوة المظلوم.. وكأنه ينبئ عن علاج يعالج به مرض الجور، وهو التحذير من دعوة المظلوم.

وفي مقابل ذلك ورد النهي عن الجور، وبأشد الصيغ، ومنها قوله a:(إن أشد


[948] رواه مسلم.

[949] رواه مسلم.

[950] رواه الترمذي.

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست