responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 38

يوقف على كنهه) ([50])

وهكذا الأمر بالنسبة للمواهب الإلهية، وقد قال بعضهم مشيرا إلى ذلك: (الأنفال الحقيقة هى المواهب التي ترد على القلوب، من حضرة علام الغيوب؛ من العلوم اللدنية والأسرار الربانية، لا تزال تتوالى على القلوب، حتى تغيب عما سوى المحبوب، فيستغنى غناء لا فقر معه أبدا، وهذه غنائم خصوص الخصوص، وغنائم الخصوص: هى القرب من الحبيب، ومراقبة الرقيب، بكمال الطاعة والجد والاجتهاد، وهذه غنائم العباد والزهاد، وغنائم عوام أهل اليمين: مغفرة الذنوب، والستر على العيوب، والنجاة من النار، ومرافقة الأبرار) ([51])

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن تلك الدرجات الثلاث التي يذكرونها، هي مجامع الحركة، وليست حدودا لها.. ذلك أن لكل درجة منها ما لا يحصى من الدرجات الفرعية التي تختلف باختلاف السالكين، وذلك يشبه الألوان التي يحصرونها في عدد محدود في نفس الوقت الذي يذكرون فيه أن لكل لون درجات كثيرة، لا يمكن إحصاؤها، ولا ضبطها.

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ بعد هذا أن تلك الحركة التي تؤثر في النفس، وتسير بها في سيرها التكاملي، لا ترتبط فقط بالأعراض، وإنما بالجواهر والحقائق.. ولذلك فإن السائر في طريقة التزكية يتحول إلى كينونة جديدة لا مجال للمقارنة بينها وبين كينونته القديمة، كما لا مجال للمقارنة بين المراحل التي مر بها، وهو في رحم أمه، كما قال تعالى: ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ﴾ [الزمر: 6]


[50] منازل السائرين (ص: 69)

[51] البحر المديد، ج 2، ص: 305.

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست