نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 371
الله ولا تشركوا به شيئا،
والصّلوات الخمس. وتطيعوا،و أسرّ كلمة خفيّة، ولا تسألوا النّاس شيئا، فلقد رأيت
بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم. فما يسأل أحدا يناوله إيّاه)([874])
وهذه المعاني هي التي تحدد
مفهوم العفة، والذي لا يقتصر على العفة عن الشهوات، وإنما يشمل العفة عن كل ما لا
يتناسب مع الفطرة السليمة، وقد قال بعض الحكماء في ذكر بعض موارد العفة ومجالاتها:
(العفّة والنّزاهة والصّيانة من شروط المروءة، والعفّة نوعان: أحدهما العفّة عن
المحارم، والثّاني العفّة عن المأثم، فأمّا العفّة عن المحارم، فنوعان: أحدهما ضبط
الفرج عن الحرام، والثّاني كفّ اللّسان عن الأعراض، فأمّا ضبط الفرج عن الحرام
فلأنّ عدمه مع وعيد الشّرع وزاجر العقل معرّة فاضحة، وهتكة واضحة، وأمّا كفّ
اللّسان عن الأعراض؛ فلأنّ عدمه ملاذّ السّفهاء وانتقام أهل الغوغاء، وهو مستسهل
الكفّ، وإذا لم يقهر نفسه عنه برادع كافّ، وزاجر صادّ، تلبّط بمعّارّه، وتخبّط
بمضارّه، وأمّا العفّة عن الماثم فنوعان أيضا: أحدهما: الكفّ عن المجاهرة بالظّلم،
والثّاني: زجر النّفس عن الإسرار بخيانة)([875])
وقال آخر: (لا يكون
الإنسان تامّ العفّة حتّى يكون عفيف اليد واللّسان والسّمع والبصر فمن عدمها في
اللّسان السّخرية، والتّجسّس والغيبة والهمز والنّميمة والتّنابز بالألقاب، ومن
عدمها في البصر: مدّ العين إلى المحارم وزينة الحياة الدّنيا المولّدة للشّهوات
الرّديئة، ومن عدمها في السّمع: الإصغاء إلى المسموعات القبيحة.. وعماد عفّة الجوارح كلّها أن لا يطلقها صاحبها في شيء ممّا يختصّ
بكلّ واحد منها إلّا فيما يسوّغه العقل والشّرع