responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 347

والباطني مع العمل الصالح يكسب صاحبه الإخبات.

وورد في آية أخرى اعتبار الإخبات سببا في الإيمان بالحق والإذعان له، قال تعالى: ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الحج: 54]

وهي تشير إلى أن الهداية الإلهية بمراتبها المختلفة لا تحل إلا في القلوب المخبتة، وبقدر إخباتها وتذللها وتواضعها تتنزل المواهب عليها.

ولهذا كان من دعاء رسول الله a سؤاله الله أن يرزقه الإخبات، ففي الحديث: كان النّبيّ a يدعو يقول: (ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، ربّ اجعلني لك شكّارا، لك ذكّارا، لك رهّابا، لك مطواعا، لك مخبتا، إليك أوّاها منيبا، ربّ تقبّل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبّت حجّتي، وسدّد لساني، واهد قلبي، واسلل سخيمة صدري)([828])

وسؤال رسول الله a أن يرزقه الله الإخبات دليل على درجاته اللامتناهية، مثل كل منازل النفس المطمئنة، ولهذا ذكر الحكماء مجامع درجات الإخبات، والتي عبر عنها بعضهم بقوله: (الإخبات على ثلاث درجات: الدرجة الأولى: أن تستغرق العصمة الشهوة، وتستدرك الإرادة الغفلة، ويستهوى الطلب السلوة.. والدرجة الثانية: أن لا ينقص إرادته سبب، ولا يوحش قلبه عارض، ولا تقطع عليه الطريق فتنةٌ.. والدرجة الثالثة: أن يستوي عند المدح والذم، وتدوم لائمته لنفسه، ويعمل عن نقصان الخلق عن درجته)([829])


[828] الترمذي(3551)، وابن ماجة(3830)

[829]منازل السائرين، ص 29، 30.

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 347
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست