نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 340
عند القيام بالخدمة،
رعايةً، وتعظيماً، وحضوراً.. والدرجة الثانية السكينة عند المعاملة، بمحاسبة
النفس، وملاطفة الخلق، ومراقبة الحق.. والدرجة الثالثة السكينة التي تُنبت الرضى
بالقسم، وتمنع من الشطح الفاحش، وتقف صاحبها على حد الرتبة)([803])
ومثل ذلك تحدثوا عن السكون
الذي هو ثمرة من ثمار السكينة، فقد قال بعضهم في تعريفه: (السكون هو عدم الطيش، أما
عند الخصومات، وأما عند الحروب التي يذب بها عن الحريم، أو عن الشريعة، وهي قوة
للنفس تعسر حركتها في هذه الأحوال لشدتها)([804])
وقال آخر: (السكون هو هدوء
القلب، والاستبشار بوجود ما سكن إليه، والاضطراب والوحشة والحزن عند فقد المسكون
إليه، ومن كان على هذا الحال مع غير الله تعالى وكل إلى ما سكن إليه وهلاكه محقق
لا محالة، ولا مطمع له في درك الفلاح الكامل. ومن كان سكونه إلى الله تعالى وإنسه به دون شيء
سواه وكلّه الله تعالى إلى تدبير ألوهيته واختياره، وتولاه بالعناية الأزلية ومنحه ما
لا نهاية له من الأحوال العلية والمقامات السنية والأخلاق الزكية)([806])
وذكر بعضهم أقسامه وأنواعه
ودواعيه، فقال: (سكون الناس في الليل على أقسام: أهل الغفلة يسكنون إلى غفلتهم،
وأهل المحبة يسكنون بحكم وصلتهم، وشتان بين سكون الغفلة وسكون الوصلة.. قوم يسكنون
إلى أمثالهم وأشكالهم.. وقوم يسكنون إلى حلاوة أعمالهم لبسطهم واستقلالهم.. وقوم
يعدمون القرار في ليلهم ونهارهم، وأولئك أصحاب