وجهه)([765])

وعن أنس قال: (كان رسول الله r قل ما يواجه الرجل بشئ يكرهه، فدخل عليه يوما رجل وعليه أثر صفرة، فلما قام قال لأصحابه: لو غير، أو نزع هذه الصفرة) ([766])

وعن عائشة قالت: كان رسول الله a إذا بلغه عن رجل شيئا لم يقل له: قلت: كذا وكذا قال: (ما بال أقوام يقولون كذا وكذا)([767])

وعن سهل بن سعد قال: كان رسول الله a حييا لا يسأل عن شئ إلا أعطى([768]).

وعن هند بن أبي هالة قال: كان رسول الله a خافض الطرف، جل نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة([769]).

وعن عائشة قالت: صنع رسول الله a شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك رسول الله a فخطب، فحمد الله تعالى، ثم قال: (ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه؟ فوالله إني لأعلمهم بالله تعالى، وأشدهم له خشية)([770])

وكل هذه الأحاديث وغيرها يشهد لها قوله تعالى في وصف حياء رسول الله a: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب: 53]

[765] رواه البخاري ومسلم.

[766] رواه أحمد وأبو داود، والبخاري في الأدب.

[767] رواه أبو داود.

[768] رواه عبد بن حميد، وأبو الشيخ.

[769] رواه البيهقي.

[770] رواه البخاري في الأدب المفرد.