نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258
فهذه
النصوص وغيرها كثير تبين أن اللسان من أهم وسائل الدعوة إلى الله.. ولذلك على
الصادق مع الله أن يدربه على جميع أساليب الدعوة إلى الله.. من الموعظة التي تدمع
لها العيون.. والخطبة التي ترتجف لها القلوب.. والحوار الذي يصد عن الباطل ويهدي
إلى الحق.. والمعلومة التي يقضى بها على الجهل.. وهكذا فميادين اللسان لا يمكن
حصرها.
وقد
قال الله تعالى يشير إلى ذلك: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (ابراهيم:4)
فاسع
لأن تخاطب كل قوم بلسانهم، حتى تحبب لهم ربك ودينك، لئلا تكون حجابا بينهم وبين الحق،
وقد قال بعض الحكماء في ذلك: (ألسن العارف: هي الألسن التي جعلها الله تعالى
للعارف ليكلم كل صنف من الناس على قدر مراتبهم ومنازلهم وقدر عقولهم، فلا يكشف
دقائق الكلام إلا عند أهله، ولا يحمل المريد فوق طاقته، ولا يمنع كلامه من كان من
أهله.. فيكون كلامه مع أهل المعرفة بلسان المعرفة، ومع أهل الصفاء بلسان المحبة،
ومع أهل الزهد بلسانهم.. وهذه الألسن تتلاشى كلها عند ظهور سلطان الحق، فمن ورد
قلبه الحضرة كل لسانه، ومن غاب قلبه عن الحضرة كثر كلامه) ([563])
هذا
جوابي على سؤالك ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تجعل لسانك مثل ألسنة الصالحين؛
فعسى الله أن ينقلك إلى مرتبتهم، حتى لو لم يكن لك حظ من دينك إلا لسانك، وقد قال
بعض الحكماء يذكر ذلك: (لا تترك الذّكر لعدم حضور قلبك مع اللّه فيه لأن غفلتك عن
وجود ذكره أشدّ من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر
مع وجود يقظة، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، ومن ذكر مع وجود حضور
إلى ذكر مع غيبة عمّا سوى المذكور، وما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)
[563]
أحمد أبو كف، أعلام التصوف الإسلامي، ص 26 (بتصرف).
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 258