نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 257
ولذلك
فإن الداعية إلى الله تعالى يستثمر لسانه أعظم استثمار في الدعوة إلى ربه، وقد ورد
لفظ (قل) الداعي إلى استعمال هذه الوسيلة في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثمائة
آية.. وقد أثني الله تعالى على أقوال الدعاة إلى الله، فقال: ﴿وَمَنْ
أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي
مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (فصلت:33)
وأخبر
الله تعالى أنه ما أرسل من رسول إلا بلسان قومه، فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا
مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ
مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
(ابراهيم:4)
وهكذا
لم يكن رسول الله a يدع
مناسبة من المناسبات، ولا فرصة من الفرص إلا ودعا فيها إلى ربه.. فحينما خرج إلى
الطائف دعاهم إلى الله بالقول، وقد قال المؤرخون في ذلك: (لما انتهى رسول الله a إلى الطائف عمد إلى نفر ثقيف..
فدعاهم إلى الله، وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام، والقيام معه على من
خالفه من قومه)
وحينما
أمره الله بعرض نفسه على القبائل، كان يدعوهم بالقول، حيث (كان على ذلك من أمره،
كلما اجتمع له الناس بالموسم أتاهم يدعو القبائل إلى الإسلام، ويعرض عليهم نفسه،
وما جاء به من الهدى والرحمة)
وبالقول
استطاع رسول الله a إقناع
وفد الأنصار بدعوة الحق حين التقى بهم، فقد قال لهم: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا:
بلى، فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن.
وكان
القول وسيلة مبعوثيه a في
إقناع مدعويهم، فقد قال مصعب بن عمير وهو مبعوثه a إلى المدينة المنورة لزعيمي بني عبد
الأشهل: أو تقعد فتسمع، فإن رضيت أمرًا ورغبت فيه قبلته، وإن كرهته عزلنا عنك ما
تكره؟
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 257