نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 228
التوبه النصوح
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ
تسألني عن التوبة النصوح، وحقيقتها، ومنزلتها، وهل هي خاصة بأصحاب النفوس اللوامة،
أم أنها من منازل النفوس المطمئنة.
وذكرت لي في نهاية سؤالك أنك سمعت بعض
من يدعي المعرفة يذكر في مجلس من المجالس أن التوبة وأركانها منزلة القاصرين
الجاهلين بربهم، وأما العارفون؛ فيرتقون إلى تلك الدرجات التي يتنزهون فيها عن
التوبة، ومعانيها..
وأنه ذكر في حديثه اختصار التوبة في
الاعتراف بالذنب، وسؤال المغفرة دون عهد أوعزم بعدم العودة إليه، لأن العودة إلى
الذنب لا تتفق مع الخلق الجديد، فالإنسان لا يعود إلى الذنب بل يعود إلى مثله..
وذكرت لي أنه لم يكتف بذلك، بل اعتبر التوبة
إن لم تكن إشراكاً يثبت فيه العبد فعله بجانب وجود الحق وفعله، فهي على الأقل
تقاربه، ولذلك عرف التوبة بأنها: (التبري من الحول والقوة بحول الله وقوته)، وذكر
أن (يوم التغابن فيقول فاعل الشر: ياليتني فعلت خيراً، ويقول فاعل الخير: يا ليتني
زدت.. أما العارف فلا يقول شيئاً فإنه ما تغير عليه حال كما هو في الدنيا كذلك هو
في الآخرة)
ثم ذكرت لي أنه ختم حديثه بأن (التوبة
المشروعة: هي التوبة من المخالفات، والتوبة الحقيقية هي التبري من الحول والقوة
بحول الله وقوته)([476])
وجوابا على سؤالك الوجيه، والإشكال
الذي طرحته، أذكر لك أن المرجع في التعرف على الحقائق والقيم والدرجات المصادر
المعصومة، دون غيرها من المصادر