responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 209

متلهفا للتحقق التام بحقيقته، كما هي في الواقع.. وذلك ما يقتضي منه السير الدائم الذي لا توقف فيه ولا كسل ولا ملل.

وهي كذلك التي تحدد درجة الإخلاص.. فالمخلص قد يطمع في فضل الله، وقد يكون ذلك الفضل هو المحرك له إلى العمل والمجاهدة، بينما صاحب الهمة العالية، لا يحركه إلا الله نفسه.. رغبة في التعرف عليه والتواصل معه.

وبذلك؛ فإن الهمة العالية ـ أيها المريد الصادق ـ هي التي تفرق بين أصحاب الدرجات العليا ومن دونهم من الذين يكتفون بالحدود الدنيا من أي محل أو منزل أو مقام أو حال يكونون عليه.

ولهذا أمر الله تعالى رسوله a بألا يصبر صبرا عاديا، وإنما يصبر صبر أولي العزم من الرسل، فقال: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35]، وفي ذلك إشارة إلى أن الصبر يختلف باختلاف همم أصحابه.

ومثل ذلك أخبر عن إبراهيم عليه السلام، وأثنى عليه ثناء كثيرا، بل اعتبر أنه كان أمة قائمة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النحل: 120 - 122]

وكل ذلك لهمته العالية، والتي عبر عنها القرآن الكريم عند ذكره لتأملاته في الكون، عندما رغب عن الآفلين، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست