responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 197

بالجهل، فيغطي جهله علمه.. فلذلك يحتاج إلى أن يبصر الحقائق حتى يتغلب علمه على جهله.

ومن الأمثلة على ذلك الموت، فإنه عند كل الناس ما عدا المستيقظ لا ينطبق عليه إلا تلك المقولة المشهورة: (لم نجد يقينا أشبه بالشك من الموت)، أما المستيقظ؛ فإن الموت عنده حقيقة حاضرة يعيشها.. ويلتزم بلوازمها.. فلا يركن إلى الدنيا ولا يركن إلى الأهواء، ولا ينشغل بالعاجلة عن الباقية..

وقد روي عن بعض الصالحين، وحاله في استيقاظه، أنه قال: (مثّلت نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، ثم مثّلت نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا. قال: قلت: فأنت في الأمنية فاعملي)

وحدثوا عن آخر أنه كان يقرأ الآية ويكررها، ويتلذذ بذلك كما يتلذذ أحدنا بالعسل، وعندما سئل عن سر ذلك قال: (كنت أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة، فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من رسول الله a، فجاءت حلاوة قليلة، فقلت لنفسي: اقرئيه كأنك سمعتيه من جبريل u حين يخبر به النبي a فازدادت الحلاوة، ثم قلت لها: اقرئيه كأنك سمعتيه حين تُكِّلم به، فأتت الحلاوة كلها)

انظر ـ أيها المريد الصادق ـ إلى هذا المستيقظ كيف صار يسمع الكلام من ربه.. هذه هي اليقظة الحقيقية التي دعا الله تعالى خلقه إليها، وبلغ دعوته أنبياءه ورسله وأولياءه.

وهي اليقظة التي ذكرها الحكماء، واعتنوا بالبحث في حقيقتها، ومجالاتها، ودرجتها، وكيفية تحصيلها.

وقد قال بعضهم يذكر حقيقتها: (حقيقة اليقظة: هي نور قدحه الله تعالى بزيادة

 

 

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست