نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188
التلبيس، وفيما بينك وبين
الله بإدامة التبري من الحول والقوة، ومواصلة الاستعانة، وحفظ العهود معه على
الدوام)([383])
وقال آخر: (الصدق في
الأقوال: هو موافقة الضمير القول في وقته)([384])
وقال آخر: (صدق الأقوال:
هو موافقة الضمير للنطق، بحيث يكون الصادق من وصف ما في قلبه بما نطق به لسانه)([385])
وقد أشار رسول الله a
إلى كل هذه المعاني عندما ذكر أن الصدق هو الباب الذي تفتح به أبواب البر، فقال: (إنّ
الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ الرّجل ليصدق حتّى يكون
صدّيقا، وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النّار، وإنّ الرّجل
ليكذب حتّى يكتب عند اللّه كذّابا)([386])
فهذا
الحديث يشير إلى أن حرص الصادق على الصدق في كل شيء يهديه إلى البر، ذلك أن أصول
البر كلها من إيمان.. وإحسان.. وتقوى.. وتوكل.. وخوف.. ورجاء.. وإنابة.. وتسليم وغيرها
ترجع إلى الصدق.. فكل عمل صالح ظاهر وباطن فمنشؤه الصدق.
وأضداد ذلك من الرياء..
والعجب.. والكبر.. والفخر.. والخيلاء.. والبطر.. والأشر.. والعجز.. والكسل..
والجبن، وغيرها كلها نوع من أنواع الكذب.. وبذلك فإن كل عمل فاسد ظاهر وباطن يرجع
إلى الكذب ويؤول إليه.
وقد أخبر رسول الله a
عن هداية الصدق إلى كل أنواع البر إلى الدرجة التي يصبح