responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153

التقصير، فيتباعد مني عند ذلك، وهو يظن أنه يتقرّب إليّ فلايتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لواجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي، والنعيم في جناتي، ولكن برحمتي فليثقوا، ولفضلي فليرجوا، وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تداركهم، ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي يلبسهم عفوي، فاني أنا الله الرحمن الرحيم بذلك تسميت)([309])

ولذلك لا تتعجب ـ أيها المريد الصادق ـ إن رأيت تخلف بعض ما تطلبه من الله تعالى؛ فالله تعالى لم يحرمك طلبك إلا لمصلحتك، أو ليعوضك بدل طلبك ما هو خير منه، وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق أنه قال: (إن العبد الولي لله يدعو في الأمر ينوبه فيقول الله للملك الموكل بذلك الأمر: (اقض لعبدي حاجته ولاتعجل فاني أشتهي أن أسمع نداءه وصوته)، وإن العبد العدو لله ليدعو الله في الأمر ينوبه فيقال للملك الموكل به: (اقض حاجته وعجلها، فإني أبغض أن أسمع نداءه وصوته)، فيقول الناس: ما أعطي هذا حاجته وحرم هذا، إلا لكرامة هذا على الله وهوان هذا عليه) ([310])

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ بعد كل هذا أن الله تعالى قد يختبرك ببعض ما لا يرضيك، رحمة بك، فلذلك لا تعترض، ولا تنفر، فهو رحمة من رحمات الله، ولطف من خفي ألطافه ساقه إليك في ثوب ما تكره ليمتحن عبوديتك، ويملأ قلبك بحسن الظن به، كما قال الشاعر:

رب أمر تتقيه جر أمرا ترتضيه


[309] بحار الأنوار: 68/151، والتمحيص.

[310] بحار الأنوار (71/ 152)

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست