نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 119
وقال الآخر:
أحسنْ إلى الناسِ تَسْتَعبِدْ
قلوبَهمُ
***
فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ
من جادَ بالمالِ مالَ الناسُ
قاطبةً
***
إليه والمالُ للإنسانِ فتانُ
وقد قال رسول الله a مشيرا إلى ذلك:(إن استطعت أن لا
يكون لفاجر عندك يدا فافعل)([224])
وكان مما يقوله a في دعائه:(اللهم لا تجعل لفاجر ولا
لفاسق عندي يدا ولا نعمة، فإني وجدت فيما أوحيته إلي:﴿ لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22])([225])
ولذلك؛
فإن الذي يتأمل في النعم التي أغدقت عليه، سيكتشف أنه ليس هناك من نعمة في الوجود
إلا والله سببها الأول والمباشر.. فالله هو المحسن الوحيد، وكل من عداه محسن
إليه.. وقد قال الله تعالى يذكر ذلك:﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ
اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾
(النحل:53)
وهكذا
فإن كل إحسان ورد إليك من أي واسطة من الوسائط ليس إلا إحسانه، وفضله، كما أن
الملك إذا أمر بعض خدمه بأن يهبك ما تشاء من الأموال والقصور وأنواع المتاع.. لم
يكن ذلك النعيم من الخدم، وإنما من الملك.. أما الخادم فليس إلا عبد مأمور.
هذا
جوابي على أسئلك ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تظفر بهذه المنزلة الرفيعة من