نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10
تحبسها
في تلك المستنقعات، وفي صحبة الشياطين.
ذلك
أن الله تعالى بحكمته جعل في نفس الإنسان الكثير من القوى واللطائف والطاقات التي
تقربها من العوالم المختلفة، لتختار بعد ذلك ما يتناسب معها، ومع طباعها، ومن خلال
ذلك تتشكل حقيقتها وجوهرها.
وقد
أشار إلى هذا ما روي في بعض الآثار أن بعضهم سأل حكيما، فقال: (أريد أن تعرّفني
نفسي)، فقال الحكيم: أي نفس تريد؟.. قال: وهل هي إلّا نفس واحدة؟.. فقال الحكيم:
(إنما هي أربع أنفس: النامية النباتية، والحسية الحيوانية، والناطقة القدسية،
والكلية الإلهية. ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصتان.. فالنامية النباتية: لها خمس
قوى ماسكة وجاذبة وهاضمة ودافعة ومربية، ولها خاصتان الزيادة والنقصان، وانبعاثها
من الكبد وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان.. والحيوانية الحسية: ولها خمس قوى: سمع
وبصر وشم وذوق ولمس. ولها خاصتان: الرضا والغضب، وانبعاثها من القلب، وهي أشبه
الأشياء بنفس السباع.. والناطقة القدسية: ولها خمس قوى: فكر وذكر وعلم وحلم
ونباهة، وليس لها انبعاث، وهي أشبه الأشياء بنفس الملائكة، ولها خاصتان النزاهة
والحكمة.. والكلية الإلهية، ولها خمس قوى، بقاء في فناء، ونعيم في شقاء، وعزّ في
ذل، وفقر في غنى، وصبر في بلاء. ولها خاصتان: الحلم والكرم. وهذه التي مبدأها من
الله وإليه تعود) ([1])
وهذا
الخبر، وإن لم يكن دقيقا من جهة روايته، إلا أن معناه صحيح.. ففي الإنسان كل القوى
التي ذكرها..
[1] روي الخبر منسوبا
إلى الإمام علي في [بحار الأنوار: ٦١ / 84]، وهو ظاهر في عدم صحة
نسبته إليه، ولهذا ذكرناه باعتبار معناه، لا باعتبار سنده، وقد علق عليه المجلسي
بقوله: (هذه الاصطلاحات لم تكد توجد في الأخبار المعتبرة المتداولة، وهي شبيهة
بأضغاث أحلام الصوفية)
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 10