responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 94

 

الظهور والبطون

 

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن اسمي الله تعالى [الظاهر والباطن]، والحقائق العرفانية المرتبطة بهما، وآثارهما في النفوس المطمئنة الراضية.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن كل مراحل السلوك إلى الله عبارة عن رحلة قدسية إلى العوالم المرتبطة بهذين الاسمين الجليلين.. ذلك أن الهدف من المعرفة هو ظهور الحقائق وتجليها ووضوحها وزوال كل الإشكالات المرتبطة بها.. وذلك هو عين تجلي اسم الله [الظاهر]

وهي في نفس الوقت ممتلئة بالتقديس والتعظيم والتنزيه.. فلذلك لا يطمع السالك في أن تُكشف له كل الأسرار، ولا أن تنجلي أمام بصيرته كل الحقائق.. وذلك هو عين تجلي اسم الله [الباطن]

وبذلك فإن البطون يبقى مصاحبا للظهور، والظهور مصاحبا للبطون.. ويبقى السالك بين الانبهار والعجز والتعظيم والتقديس.. وتلك هي المعرفة بالله تعالى، والتي لا نهاية لها.

وبهذا المعنى ورد في الآيات القرآنية الكثيرة الدعوة إلى التعرف على الله تعالى من خلال مظاهر الكائنات، فهي الدليل عليه، وكأنه ظاهر فيها متجل للعيان، لمن يريد أن يراه ببصيرته، قال تعالى:﴿فَانْظُرْ إلى آثَارِ رَحْمَتِ الله كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الروم: 50]

وقال مشيرا إلى إمساكه للسموات والأرض أن تزولا: ﴿إِنَّ الله يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ [فاطر:

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست