responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 72

 

القرب و البعد

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن معنى قرب الله تعالى وبعده، وكيفية انسجامه مع التنزيه والتقديس والحمد.. والمعارف المرتبطة بذلك.

وقد ذكرت لي أثناء سؤالك ما أشكل به عليك بعضهم من قوله: إن كان الله قريبا من خلقه، فهذا يستدعي الحلول أو الاتحاد.. وإن كان بعيدا عنهم، فهذا يستدعي الجسمية، وأن يكون لله محل خاص به، يباين به خلقه..

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن صاحب النفس المطمئنة الذي أدرك عظمة ربه وقدوسيته وكماله، وعرف استحالة إدراكه بالقياس أو الخيال أو التوهم والتصور.. وعرف أن كل ما يخطر بباله، فربه بخلافه.. لن يعجز عقله عن الإيمان بالقرب والبعد المنزه عن الجسمية والمكان والحلول والاتحاد.. ذلك أن كل تلك المعاني ناشئة عن الخيالات التي تتحكم في العقول، فتتوهم أن الأمر لا يعدو تلك الاحتمالات التي ذكرتها..

ولذلك؛ فإن هذا العقل يسلم لكل تلك الآيات الكريمة التي تخبر عن قرب الله تعالى من خلقه، ومعيته لهم، وفي كل الأحوال.. وأنه أدنى إليهم من حبل الوريد، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: 16]

ويذكر الله له معيته وحضوره مع كل شيء، فيقول: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[الحديد 4]

ويقول: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست