responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 378

الوعد والوعید

كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عما ورد في النصوص المقدسة من الوعد والوعيد، وعلاقتها بأسماء الله الحسنى، وعلاقتها بالنفس المطمئنة ورضاها، وعن أولئك الذين قد يتلفظون بألفاظ يبدو فيها بعض الاحتقار لبعضها، ومدى شرعيته.

وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن من مقتضيات ربوبية الله تعالى لعباده، أن يستعمل معهم كل الوسائل التي تحبب لهم تزكية أنفسهم وتهذيبها، لتتحقق بالطيبة التي تستدعيها التربية الإلهية، وهو معنى إخراجهم من الظلمات إلى النور.

فلا يمكن أن تخرج شخصا من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ولا من ظلمات الضلالة إلى نور الهداية، ولا من ظلمات الوهم إلى نور الفهم إلا بعد أن تملأ نفسه المملوءة بالحرص والطمع بأنواع المثيرات التي تدعوها لذلك.

فإذا ما جُر بحبال تلك الحوافز والزواجر إلى عالم الأنوار والطهارة والصدق أصبح مستغنيا بها عنها، لأنه سيجد فيها مقصوده الذي كان غافلا عنه.

وذلك مثل التلميذ الذي يفر من الدراسة، ولا يهتم بها، لكن معلمه الحكيم، أو والده الحريص، يظل يشجعه بأنواع الجوائز، والتي قد تختلط ببعض التهديد إلى أن يتعود على الدراسة، وحينها قد تصبح لذته التي لا يحتاج معها إلى أن يُدفع إليها بأي دافع.

وهذا ما يفسر ما قد تسمعه من بعضهم من كونه قد وصل إلى مرحلة لا يحتاج فيها إلى أن يُرغب بجنة أو يُحذر من نار؛ فيكفيه عبوديته لربه؛ فهي جنته العظمى، ويكفيه البعد عن الحجاب فهي النار الأعظم.

وهذا لا يعني عدم الرغبة في الجنة، ولا عدم الحذر من النار؛ فمعاذ الله أن يستهزئ

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست