نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 370
سلوكه قاصر على توفير القابلية لبصيرته لمشاهدة الأنوار، وآثارها على
الكائنات.. وهو يشبه في ذلك من يزيل الغشاوة عن عينيه حتى تتمكن عينه من رؤية
الأشياء كما هي، لا كما يتوهمها.
ولهذا أخبر الله تعالى عن رحمته بعباده المتواضعين المخبتين المستعدين للسلوك
إليه بأنه يخرجهم من الظلمات إلى النور، قال تعالى: ﴿الله
وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ
إلى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
[البقرة: 257]، وقال: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ
وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ وَكَانَ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 43]
وهذه الآيات الكريمة تعني أن الله تعالى بلطفه بعباده يوفر لهم الأنوار
المناسبة لبصائرهم لترى الحقائق، حتى لا تقع في جحودها، أو تتسرب إليها الأوهام
التي تسيء إليها.
ومن تلك الأنوار التي وفرها الله تعالى لعباده، ليخرجهم من ظلمات الأوهام
والدجل والجدل أنوار الهداية التي أرسلها إليهم عبر أنبيائه وكتبه، كما قال تعالى
عن موسى عليه السلام: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ
أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ﴾ [إبراهيم: 5]
وقال عن رسول الله a وما جاء به من القرآن الكريم: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ
الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ
مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ الله مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ
وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]
وأخبر عن دور القرآن الكريم في توفير الأنوار للمؤمنين ليبصروا الحقائق،
فقال:﴿
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 370