نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 350
الملک والملکوت
كتبت إلي ـ أيها المريد
الصادق ـ تسألني عن الملك والملكوت وحقيقتهما، والفرق بينهما، وعلاقتها بالنفس
المطمئنة ورضاها.
وجوابا على سؤالك
الوجيه أذكر لك أن كلا اللفظين وردا في القرآن الكريم، وفي مواضع تكاد تكون
متشابهة، فقد قال الله تعالى عن الملك: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ
الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الملك: 1]، وقال: ﴿وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ
فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ ﴾ [الأنعام: 73]، وقال: ﴿يُسَبِّحُ
لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التغابن: 1]
وهذه الآيات الكريمة
تدل على ملكية الله تعالى لكل شيء، سواء كانت ملكية امتلاك، أم ملكية حكم وتدبير.
ومثل ذلك قال عن
الملكوت: ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ﴾ [يس: 83]، وقال: ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ الله مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ
يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾
[الأعراف: 185]، وقال: ﴿ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ
يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لله
قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ﴾ [المؤمنون: 88، 89]، وهي أيضا تدل على ملكية
الله تعالى لكل شيء.
وهما في هذا مثل لفظي
الإسلام والإيمان؛ فهما قد يعنيان معنى واحدا، كما قال تعالى: ﴿
فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا
غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الذاريات: 35، 36]، وقد يفترقان، مثل
قوله تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 350