responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 296

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أنه لا يوجد مخلوق في الكون إلا وهو مزود بقدرات روحية تمكنه من أداء الوظائف التي كلف بها.. حتى تلك المخلوقات التي نراها جمادا مجردا من كل أشكال الحياة، فيها من الروح والحياة ما تتمكن به من أداء وظائفها.

وعدم إدراكنا لتلك الأدوار، أو لتلك النظم التي تعمل بها، لا يدل على عدم وجودها، وإنما يدل على عدم قدرتنا على فك الشيفرة التي تعمل بها.. ولهذا قد يضع بعض الجواسيس أجهزة تنصت خاصة لا يُلتفت لها، ومع ذلك تؤدي أدوارها في التنصت والتجسس.

وهو نفس ما يشير إليه قوله تعالى عن أعضاء الإنسان، وشهادتها عليه يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النور:24)

وأخبر عن الأرض، وشهادتها على الإنسان، فقال: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ [الزلزلة: 1 - 5]

وقد فسر رسول الله a حديث الأرض في ذلك اليوم العظيم بقوله بعد أن تلا قوله تعالى:﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ (الزلزلة:4):(أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها)([347])

ولهذا ورد في الحديث الأمر بمراعاة الأرض والتحفظ منها، قال a:(تحفظوا من


[347] رواه ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست