نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250
يتصرف في مملكة ربه مخالفا لأحكامه.
وليست النصوص المقدسة وحدها من دل على هذا.. حتى
العقل السليم يدل عليه..
فلا شكّ أنّ كلّ عارف بالله مقرّ بتوحيده يذعن
بنفاذ أمر الله في عالم الوجود، وعندما يتقبّل حاكميته على عالم الوجود فإنّه سوف
لا يتردّد في ولايته وحكومته التشريعية، لأنّه حينما يكون هو الخالق والمالك
والمدير فغيره لا يكون أهلا للتشريع، ولا يتمكّن من وضع قوانين تنسجم مع نظام
التكوين والخلق.
وهكذا عندما يكون هو الخالق والمدبّر فإنّه هو
الذي يجب أن يحكم على العباد ويقضي في الاختلافات، وبدونه سيكون هناك تدخل في نطاق
مالكية الله عزّوجلّ وتدبيره بدون إذنه.
بالإضافة إلى هذا، فإن القانون الصحيح هو القانون
الذي ينسجم مع التركيب الجسمي للإنسان وروحه ويلبّي حاجاته الماديّة والمعنوية،
ولا يترك آثاراً سلبية في فترة زمنية قصيرة أو طويلة، ويكون ذا ضمان تنفيذي كاف
وذا تقبّل وإنشداد في المجتمع الإنساني.. ولا يمكن أن يصدر هذا القانون إلا من
خالق الإنسان العالم بحاجاته.
فالمشرِّعُ الحقيقي ينبغي أن يكون عالماً بالإنسان
بصورة كاملة من جهة، وعالماً بالكون من جهة أخرى كي يلاحظ بدقّة العلاقات التي
تربط الإنسان مع العالم الخارجي والداخلي، ويضع القوانين مضافاً إلى عدم وجود
مصالح شخصية من وضع تلك القوانين.
وما نشاهده من اختلال كبير في القوانين البشرية
فهو ناشئ من فقدان البشرية لمن يعرف الإنسان بجميع جزئياته الجسمية والروحية،
ويعلم جميع القوانين والعلاقات التي تحكم العالم، فلا زالت تؤلّف الكتب الكثيرة من
قبل المفكّرين تؤكد أن الإنسان مجهول لا يمكن معرفته معرفة شاملة حقيقية.. فإذا
كانت معرفة الإنسان بنفسه إلى هذه الدرجة من
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 250