نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 205
فقال: (إذ لولا الإقرار بالبداء بهذا المعنى ما عرف الله حق المعرفة، بل
ويبدو سبحانه في نظر العبد (بناء على عقيدة بطلان البداء) أنه مكتوف الأيدي، لا
يقدر على تغيير ما قدره، ولا محو ما أثبته) ([256])،
كما يشير إلى ذلك قوله تعالى عن اليهود: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ الله
مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ
مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ﴾ [المائدة: 64]
ومما يروى في هذا عن ابن
مسعود أنه كان يقول (ما دعا عبد قط بهذه الدعوات، إلا وسع الله له في معيشته: يا
ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول، لا إله إلا أنت ظهر
اللاجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني في أم الكتاب شقيا فامح
عني اسم الشقاء، وأثبتني عندك سعيدا، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما
مقترا علي رزقي، فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتني عندك سعيدا موفقا للخير، فإنك تقول
في كتابك الذي أنزلت: ﴿ يَمْحُوا الله مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ
أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد:39)([257])
هذا جوابي على أسئلتك ـ أيها المريد الصادق ـ فاسع لأن تتحقق بهذه
المعارف الجليلة؛ فلا تخلط الأمور ببعضها، فتجتنب العدل، وتقع في الظلم، بل تعامل
مع الله تعالى بحسب ما أمرك أن تتعامل به، بعيدا عن الهوى والتقلبات والوساوس.
[256] أضواء على عقائد الشيعة الإمامية
وتاريخهم، ص 448.
[257] رواه ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي
الدنيا في الدعاء.
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 205