نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194
مطلقا، وتفرق بينها وبين ما أمرت
بمنازعته ومدافعته.
أما
خاصيتها الأولى، وهي الشمولية، فهي تعني اشتمال تلك المقادير، أو الكتب المخصصة لها على كل التفاصيل المرتبطة
بالكون، كما قال تعالى:﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ
بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ
شَيْءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ (الأنعام:38) أي أن الله تعالى أثبت في اللوح المحفوظ
كل ما يقع من الحوادث.
وقد ذكر الله تعالى التفاصيل
الكثيرة الدالة على كتابة الله للصغير والكبير من أحداث الكون، قال تعالى:﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا
حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ
مُبِينٍ﴾ (الأنعام: 59)، فأخبر تعالى أنه سجل حركة الأشجار وغيرها من
الجمادات في هذا الكتاب.
وأخبر تعالى أن كل ما يحدث في الكون
من أنواع المصائب مسجل في هذا الكتاب، قال تعالى:﴿ مَا أَصَابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ
أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ﴾ (الحديد:22)
وأخبر أنه لا تموت نفس إلا وعند
الله علمها، وأنه سجلها في ذلك الكتاب، قال تعالى:﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا
تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ﴾ (قّ:4)
وأخبر أن هذا الكتاب هو الذي تحدث
الأشياء كل الأشياء وفقه، قال تعالى:﴿ لَوْلا كِتَابٌ مِنَ الله سَبَقَ
لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (الأنفال:68)
وأخبر عن مقالة موسى عندما سأله
فرعون عن حال القرون الأولى، فقال: ﴿ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ
لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى﴾ (طـه:52)
بل نص على أن كل شيء مسجل في هذا
الكتاب تسجيلا واضحا بينا، فقال ﴿ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ (النمل:75)
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 194