نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 174
كتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تسألني عن إدارة الله تعالى لشؤون الخفض
والرفع، والعزة والذلة، والجاه والخمول، وأسرارها، ومعارفها، وأثرها في النفس
المطمئنة، وسر علاقتها برضاها.
وجوابا على سؤالك الوجيه أذكر لك أن من الأسس التي تقوم عليها ملكية
الله تعالى لكونه ومالكيته له انفراده بما ذكرت من الخفض والرفع، والعزة والذلة..
فهو وحده من يخفض، ووحده من يرفع، ووحده من يذل، ووحده من يعز.. لا شريك له في
ذلك.
ولذلك كان من أسماء الله تعالى الحسنى اسم (الخافض الرافع)، وهو من الأسماء
المركبة، ويعني أو يعنيان جميعا أن الله تعالى هو المتفرد بالخفض والرفع، فيرفع من
يشاء ويضع من يشاء، ومثله في الدلالة الاسم الكريم (المعز المذل) أي أن الله هو
الذي يعز من يشاء، وهو الذي يذل من شاء.
وقد صرحت بمقتضيات ذينك الاسمين الكثير من النصوص المقدسة، كقوله تعالى: ﴿
قُلِ اللهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ
الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ
بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران:26)
وقد أخبر رسول a أن في هذه الآية:(اسم اللّه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب،
وإذا سئل به أعطى)([224])، وفي ذلك إشارة إلى أن
من أدرك مالكية الله للملك، وما يترتب على ذلك من طلاقة مشيئته في الرفع والخفض
والإعزاز والإذلال، وانفراده بذلك سيحرر المؤمن من كل توجه إلى غير الله، وهذا
التحرر هو نفسه اليقين الذي تستجاب به الدعوة.