نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
کتبت إلي ـ أيها المريد الصادق ـ تستغرب ما ذكرته لك في رسالتي السابقة،
وتذكر لي أنه يخالف ما تعارف عليه أهل السلوك من الثقة في أولياء الله والعارفين
به في كل ما يذكرونه من معارف وحقائق، والتسليم لهم، واعتبار ذلك نفسه ولاية لله
تعالى، كما عبر عن ذلك بعضهم، فقال: (التصديق بعلمنا هذا ولاية، وإذا فاتتك المنّة
في نفسك فلا تفتك أن تصدّق بها في غيرك) ([11])
وقال آخر: (من آداب مجالسة الصديقين أن تفارق ما تعلم لتظفر بالسر
المكنون)
وقال آخر: (إن أردت أن تظفر بما عند الصالحين من السر المكنون فأسقط عنهم
الميزان في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، وأما ما دمت تزن عليهم بميزان علمك فلا تشم
رائحة من سرهم)([12])
وقال آخر: (طريقتنا لا ينال منها شيئا إلا من يصدق بالمحال؛ فإن أردت أن
يهب عليك نسيم أسرارهم ونفحات مواهبهم فدع ما تعرف إلى ما لا تعرف، واغتسل من علمك
وعملك حتى تبقى فقيرا إلى ما عندهم) ([13])
وقال آخر: (الناس على أربعة أقسام: القسم الأول: حصل لهم التصديق بعلمهم،
والعلم بطريقهم، والذوق لمشروبهم وأحوالهم، والقسم الثانى: حصل لهم التصديق والعلم
المذكوران دون الذوق. والقسم الثالث: حصل لهم التصديق دونهما، والقسم الرابع: لم