ولذلك تمتلئ الأدعية الواردة عن رسول الله a وعن أئمة الهدى بهذه المعاني، ومن الأمثلة عنها ما ورد في دعاء رسول الله a الذي يقول فيه: (اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن)([205])

وكان يقول:(اللهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها، اللهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق، فإنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت)([206])

وأوصى عليا بأنه يقول:(اللهم اهدني، وسددني)، وعلمه ما يستشعره أثناء هذا الدعاء، فقال:(واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد سداد السهم)([207])

ومن أدعية الإمام السجاد قوله في [مناجاة المطيعين لله]: (اللهم ألهمنا طاعتك، وجنبنا معصيتك، ويسر لنا بلوغ ما نتمنى من ابتغاء رضوانك، وأحللنا بحبوحة جنانك، واقشع عن بصائرنا سحاب الارتياب، واكشف عن قلوبنا أغشية المرية والحجاب، وأزهق الباطل عن ضمآئرنا، وأثبت الحق في سرائرنا، فإن الشكوك والظنون لواقح الفتن، ومكدرة لصفو المنآئح والمنن.. اللهم احملنا في سفن نجاتك، ومتعنا بلذيذ مناجاتك، وأوردنا حياض حبك، وأذقنا حلاوة ودك وقربك، واجعل جهادنا فيك، وهمنا في طاعتك، وأخلص نياتنا في معاملتك، فإنا بك ولك، ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت.. إلهي اجعلني من المصطفين الاخيار، وألحقني بالصالحين الابرار، السابقين إلى المكرمات، المسارعين إلى الخيرات، العاملين للباقيات الصالحات، الساعين إلى رفيع الدرجات، إنك على كل شيء قدير،

[205] رواه الطبراني في الكبير، والحاكم.

[206] رواه الطبراني في الكبير.

[207] رواه مسلم وأبو داود والنسائي.