responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 118

تحت سيف الإكراه والقهر.. ولذلك لم يخرج الراسبون عن مشيئته، وإن خرجوا عن رضاه.

لذلك كان الذين يريدون من ربهم أن يتخلى عن مشيئته وإرادته حتى تتحقق لهم الحرية، واهمون وكاذبون على أنفسهم.. ذلك أنهم يشعرون بالحرية، ويفرقون بين أعضائهم التي تعمل من دون إرادتهم، وأعضائهم التي لا تتحرك إلا برضاهم ورغبتهم.. ويعلمون أن ربهم لا يحاسبهم إلا على ما كسبت أيديهم، وتحركت به رغباتهم.

ولو أنهم عادوا لعقولهم لتخلوا عن تلك الكبرياء التي تملأ جوانحهم، والتي تزعم لهم أن الكمال في أن يسلم ربهم كونه إليهم ليديروه بمحض رغبتهم، من غير أن يعرفوا جهلهم وعجزهم وقصورهم..

ولو أنهم أعملوا عقولهم لعلموا أن الله تعالى وضع لخلقه كل معالم الهداية والضلال، وأرسل لهم الرسل الذين يبينون الحقائق، وترك في نفس الوقت الفرصة لمن يضلهم، لأنه لا يتحقق التمييز إلا بتوفر السبل الكثيرة التي تجعل الإنسان يختار بمحض إرادته ما تميل إليه نفسه.. وعندما يختار، لن يخرج اختياره عن اختبار ربه أو إرادته.. ولن ينضم إلى إله الشر كما يقول المشركون.. بل يظل عبدا لربه.. وتظل إرادته نافذة فيه.

لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال: ﴿ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله إِنَّ الله كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ﴾ [الإنسان: 29 - 31]

وقال: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) ﴾ [التكوير: 27 - 29]

فهذه الآيات الكريمة تثبت المشيئتين: مشيئة الله تعالى، ومشيئة عباده، وتخبر أن مشيئة العباد لا تتناقض مع مشيئة ربهم، وإلا كان الله تعالى مكرها على ما لم يرده، وذلك لا يتناسب مع الكمال الإلهي.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست