responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 642

ثم بين المقصد من التحريم، وكونه يشمل ما يؤثر في النفس وينحط بها، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن الأشعار والغناء الذي يحوي المعاني الطيبة، لا يختلف عن الذكر والتذكير، فلا فرق بين أن يسمع المؤمن موعظة تتعلق بالشجاعة، وبين أن يسمع قصيدة أو أغنية تحث عليها، ولذلك كان المجاهدون في عهد رسول الله a يرتجزون بالشعر أثناء جهادهم، تشجيعا للنفس وحثا لها على الثبات.

وقد روي عن عبد الله بن رواحة أنه في غزوة مؤتة، وعندما أحس في نفسه بعض التردد، راح يردد منشدا مخاطبا نفسه:

أقسمت يا نفس لتنزلنه ***   *** طائعة أو لتكرهنه
فطالما قد كنت مطمئنة ***   *** مالي أراك تكرهين الجنة

ثم يقول:

يا نفس إلا تقتلى تموتي ***   *** وما تمنيت فقد أعطيت
إن تفعلى فعلهما هديت ***   *** وإن تأخرت فقد شقيت

ثم أقدم على المعركة ثابتا شجاعا إلى أن نال الشهادة، ولحق بصاحبيه زيد وجعفر.

ولهذا كان رسول الله a يشجع الشعراء المؤمنين، لأن الكلمات الطيبة التي يقولونها تساهم في نشر الفضائل، ومواجهة الرذائل، وبذلك يتحقق الإصلاح النفسي والاجتماعي، وقد ورد في الحديث أن النبي a كان يضع لحسان المنبر في المسجد يقوم عليه قائما يهجو أهل الجاهلية، ويسخر من القيم التي كانوا يتبنونها، وقد قال له رسول الله a مشجعا: (إن روح القدس مع حسان ما دام ينافح عن رسول الله a)([1269]) ومن قصائده التي رثى بها رسول الله a:

بطيبة رسم للرسول ومعهد ***   *** منير وقد تعفو الرسوم وتهمد

[1269] رواه أبو داود.

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 642
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست