responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 629

كل قيم العدالة التي أمر بها.. والتي لا يمكن أن تتحقق من دون شريعة الله.

وهذا ما فعله الرسل عليهم السلام؛ ذلك أنه لو كان قصدهم تزكية النفس مجردة عن طلب العدالة، ومواجهة الاستبداد والظلم، وتحقيق المجتمع الصالح لما واجههم أقوامهم، ولما حاربوهم، وآذوهم..

ولهذا قرن الله تعالى بين تضحيات الأنبياء، وتضحيات الدعاة إلى القسط، فقال: ﴿إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [آل عمران: 21]

وعند مطالعتك ـ أيها المريد الصادق ـ لما ذكره القرآن الكريم عن الأنبياء عليهم السلام الذين بلغوا أوج مراتب الكمال، تجدهم مهتمين بالسلبيات المنتشرة في مجتمعاتهم، ومهتمين بمواجهتها، والتضحية بكل شيء في سبيل ذلك، كما ذكر تعالى ذلك عن شعيب عليه السلام، وأنه نادى في قومه قائلا: ﴿يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86)﴾ [هود: 84 ـ 87]

فهذه الآيات الكريمة تدل على أنه كان يدعو إلى تغيير جذري بين قومه، يبدأ من تصحيح عقائدهم، ثم يشمل بعد ذلك كل جوانب حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

وهكذا عندما قال لوط عليه السلام لقومه: ﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ﴾ [العنكبوت: 28، 29]، كان يدعو إلى حركة تغييرية تبدأ بالأخلاق، وتنتهي بكل

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 629
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست