وقال
في وصف الأوابين: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32)
مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾ [ق: 32،
33]
بل
إن القرآن الكريم ينفي التذكرة والهداية على من حرم الخشية، قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ
عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43)
إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا﴾
[النازعات: 42 - 45]، فقد أخبر الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الاستفادة من
التربية النبوية قاصرة على من تتوفر فيهم الخشية، دون غيرهم من الذين لا يبالون
بالوعد والوعيد، أو يسخرون منهما، أو يغفلون عنهما.
وقال
بعد ذكره لما حصل لفرعون وملئه من العقوبة: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً
لِمَنْ يَخْشَى﴾ [النازعات: 26]
وأمر
بتذكير من له القابلية لذلك، وهو صاحب الخشية، فقال:﴿فَذَكِّرْ إِنْ
نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10)﴾ [الأعلى: 9، 10]،
أما غيره، فقد اعتبره تعالى شقيا، فقال: ﴿وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11)
الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى﴾ [الأعلى: 11، 12]