نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 548
الإلهي، ومعية الصالحين والأولياء..
فالجنة ليست مرقصا كما يتوهم الغافلون، بل هي مسجد لعبادة الله والتعرف عليه
والتواصل معه.. ولذلك فإن حنين الصالحين إليها لا يختلف عن حنينهم للمساجد في
الدنيا.. بل حنينهم لها أشد، لأنهم يلاقون فيها كل أنبياء الله وأئمة الهدى الذين
امتلأت قلوبهم شوقا إليهم.
إذا
عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاسمع لما سأورده لك من النصوص المقدسة التي تدل
على دور الرغبة والطمع في التزكية والترقية.
الرغبة والتزكية:
أما
دور الرغبة في فضل الله تعالى في التزكية؛ فيدل عليه ما ورد في النصوص المقدسة
الكثيرة من الترغيب في التحلي بالأخلاق الطيبة، وترك ما ينافيها، والوعد على ذلك
الترك بنيل فضل الله تعالى.
ومن
أمثلتها قوله a في الدعوة لمجموعة من الأخلاق الطيبة: (اضمنوا لي ستّا من أنفسكم
أضمن لكم الجنّة: اصدقوا إذّا حدّثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدّوا إذا اؤتمنتم واحفظوا
فروجكم وغضّوا أبصاركم وكفّوا أيديكم)
([1095])
ومنها قوله في الدعوة للتوحيد: (من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن
مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار)([1096])
ومنها قوله في الدعوة لكفالة اليتيم، والترغيب فيها: (أنا وكافل اليتيم في
الجنة هكذا)، وأشار بأصبعيه: السبابة والوسطى وفرج بينهما([1097]).
[1095] أحمد في المسند
(5/ 323)، وابن حبان رقم (271)، والحاكم في المستدرك (4/ 359)